أبو تريكة .. قديس في عصر الأصنام........

أسيك قادم من أوروبا فهو ليس أهلاوي ولا زمالكاوي وعندما ينتقد تصرف صادر من لاعب فمؤكد أنه ليس صادر عن هوي في نفسه أو لميول حمراء أو بيضاء .
عندما يقول هذا الرجل بالفم المليان أن أبو تريكة لاعب لا يعرف الروح و الأخلاق الرياضية فشهادته ليست مجروحة ولا منقوصة لأنها جاءت من شخص غريب تماما عن الألوان التي تعمي المتعصبين و المنتفعين .
لم نسمع أو نقرأ أو نشاهد أحد مدعي الأخلاق و الفضيلة في سوق الإعلام المصري ولا من أصحاب اللوائح التفصيل في اتحاد الفراولة المصري ( لنا وقفة مع الفراولة في مقال آخر ) ينتقد تصرف القديس أبو تريكة ولو علي استحياء من باب ذر الرماد في العيون !!! لم يخرج علينا المهدور دمه المزعوم ليعيد و يزيد في المشهد التلفزيوني الذي يثبت خروج قديس هذا الزمان عن الروح و الأخلاق الرياضية عندما لم يخرج الكرة إلي الأوت لوجود لاعبين من الفريق المنافس ساقطان علي أرض الملعب و من الممكن أن يكون أحدهما علي الأقل حالته تستدعي التدخل الطبي لإنقاذه . هل الأخذ بالإعادة التلفزيونية لإثبات الخروج عن الروح و الأخلاق الرياضية معمول به لترجمة حركات الشفاه و سب أعضاء اتحاد كرة القدم فقط ؟؟؟هل قاموس الأخلاق و المبادئ الكروية به مادة في الباب الأول تمنع لاعبين دون غيرهم من إخراج الكرة إلي الأوت لعلاج المنافسين ماداموا يستطيعون استغلال الفرصة للفوز علي المنافس؟؟؟ المثير للدهشة أن التهليل لفنان عصره و زمانه بعد المباراة و غض البصر عن تصرفاته التي استفزت الأجانب اقترن بخبر استعداد النادي الأهلي لكشف الستار عن تمثال رئيسه السابق المرحوم بإذن الله صالح سليم يوم 11 سبتمبر أي قبل شهر رمضان بيوم واحد !!! البدعة التي ابتدعتها إدارة الأهلي ( الواعية – الحكيمة – صاحبة المبادئ ) ستكون سابقة خطيرة تفتح الباب أمام كل من هب ودب لصناعة أصنام أخري في معبد الرياضة المصرية . الصنم عفوا التمثال الذي يستعد الأهلي إلي الكشف عنه لن يكون الأخير في عصر يتحول فيه لاعب كرة إلي قديس لا يمكن نقده و لا الاعتراض علي تصرفاته علي الرغم من أنه دائم التمثيل علي الحكام و يرفض علاج منافس و يقبل وظيفة لا يستحقها و ليس في حاجة إليها ويفضل لعب مباراة علي الذهاب إلي زيارة بيت الله ولا استبعد أن نجد غدا من ينادي بعمل تمثال تكريما له ووضعه في ميدان أو حديقة ليطوف حوله الناس و يحولنا المنافقون والفاسدون و المرتشون في يوم وليلة إلي عبدة الأصنام .