سؤال : ما هو الحب ؟
جواب : هو أعقد علاقة و أكثرها غموضا بين رجل و امرأة تناولها الشعراء و الفنانون و الفلاسفة منذ خمسة ألاف سنة * و النتيجة أن الناس ما زالوا يطلبون المزيد من الحب و عن الحب * و قد نشرت صحف انجلترا أن إقبال الناس على القصص العاطفية أكبر من إقبالهم على أى نوع آخر من القصص * و لكن ما هو الحب ؟؟؟ هناك آلاف التعريفات للحب .. فهناك من يقول : إنه شئ من القلب .. أو قوة سحرية تربط بين رجل و امرأة .. أو أنه ينبوع السعادة فى هذه الحياة .. أو أنه الشمس التى تشرق فى أفقين اثنين فى وقت واحد .. و الشاعر العربى أبو نواس يقول :
يقول أناس : لو وصفت لنا الهوى
فوالله ما أدرى الهوى كيف يوصف
و لكن مع ذلك يمكن أن يقال أن الحب هو : تفاهم و تعود و امتلاك .. أنت تتفاهم مع إنسان و تتعود عليه و تريده لنفسك.
سؤال : متى يبدأ الحب فى حياة الإنسان ؟
جواب : مع الطفولة .. فالطفل الصغير يرضع من ثدى أمه .. و يرضع حبها أيضا * و يظل متعلقا بها فهى مصدر الحياة و الحنان له * و لولا الأم لمات الطفل أو لما كان أصلا .. و الأم هى أول إنسان تحبه و هى أيضا أول إنسان يجب أن ننفصل عنه عندما نكبر * فالأم يجب أن تعاون ابنها على توجيه حبه ناحية أخرى فلا يجب أن يتعلق بها طوال حياته * وإنما يجب أن يبحث عن (بديل) للأم .. عن فتاة تصبح صديقة و حبيبة و زوجة * و كل الذين تعلقوا بأمهاتهم تعلقا يا شاذا أصبحت حياتهم بعد ذلك جحيما فهم ينظرون إلى المرأة على أنها يجب أن تكون كالأم لا يصح أن يقربها أو يتزوجها .
سؤال : هل الحب ضروري ؟
جواب : نعم ولابد من الحب لكى تكون أى علاقة بين اثنين من الناس ناجحة .. بين رجلين* بين امرأتين * بين رجل و امرأة .. إن قصة روبنسون كروزو ذلك الرجل الانجليزى الذى سافر من بلاده إلى جزيرة لا يسكنها أحد هى أقوى دليل على ذلك .. لقد كان يعيش وحده و يضع البندقية تحت رأسه فإذا سمع صوتا فى أوراق الشجر انتفض واقفا و بندقيته فى يده * إنه خائف من كل شئ حوله .. ليس له صديق .. انه عدو لكل سكان الجزيرة من الزنوج .. وفى يوم سقط فى يده زنجى و حاول أن يجعل من هذا الزنجى صديقا له و تعب فى ذلك جدا .. كان يخاف من هذا الزنجى و يتوقع أن يقتله بين لحظة و أخرى .. و بدا يزرع الحب فى قلبه .. كلمة كلمة و عملا عملا .. و أمن إلى الزنجى و أحبه .. و أحبه الزنجى و هدأت الحياة فى الجزيرة .. و فى كل جزيرة طالما بين الناس حب * و الزمالة حب و الصداقة حب . و الحب كالصمغ و الدبابيس و المسامير التى تمسك الأوراق و الأخشاب فى حياتنا * انه جاذبية الأرض .. و لولا الجاذبية لطارت الحياة فى الهواء و البيوت و الأشجار و الناس و الحيوانات .. ولتفتتت هذه الحياة من أولها لآخرها فالجاذبية ضرورية .. و الحب ضرورى .
سؤال : هل من الممكن أن يعيش الإنسان و يموت من غير حب ؟
جواب : ممكن .. و لكن هذا شئ نادر * و الحقيقة أن الانسان يشعر بميل نحو أى إنسان آخر ولابد أن يحدث هذا * و لكن ليس ضروريا أن يكون هذا الميل عنيفا * و من المؤكد علميا أن الإنسان يحلم كل ليلة و لكنه عندما يصحو من النوم ينسى أحلامه * و كذلك من الممكن أن يحب الإنسان إنسانا آخر .. و لكنه لا يدرى ولا يعبر عن حبه * فهو يحب دون أن يدرى .. و نحن فى حياتنا العادية نقول هكذا : فلان دمه تقيل .. فلان أستريح له .. و ليس لهذه العبارات معنى غير الحب و عدم الحب .. و من الممكن أن يظل الإنسان طوال عمره دون أن يهتز قلبه اهتزازا عنيفا و فى آخر لحظة يصحو قلبه فجأة و يحب .. حدث هذا لنساء فى الخمسين و الرجال فى السبعين كثيرا جدا .. أما فى عصرنا هذا فنحن نلهب الحب فى سن مبكرة .. نلهبه بالقصص و الأفلام و الأغاني و الحريات .. و لذلك لا يشكو أحد من الناس من أنه لا يحب .. و لكن من أنه يحب .. و كثيرا و بعنف .
سؤال : أيهما أعنف فى حبه .. الرجل أم المرأة ؟
جواب : لا توجد قاعدة لعنف الحب عند الرجل أو المرأة * فنحن نجد رجالا يحبون و نجد نساء كذلك * و لكن حب الرجل هو الذى يصنع شيئا جديدا .. فلولا حب الفنانين و الشعراء و العلماء ما كان 90 فى المائة من التراث الأدبى و الفنى .. و لكن حب المرأة يبنى أسرة جديدة * و أروع قصص الغرام فى التاريخ كانت من وحى رجال أحبوا و سالت دماؤهم على صفحات التاريخ .. ولا نعرف فى التاريخ كله امرأة واحدة كتبت قصة غرام خالدة .. و كل الذين كتبوا هم الرجال * والسبب هو أن مهمة المرأة هى أن تكون الهدف .. او ان تكون ( الجو ) الذى يبتكر فيه الفنان و الجو الحار الذى يجعله يصرخ من النار و البارد الذى يرتجف من البرد .. إنها الجو و الغاية .. و هذا أكبر فضل لها علينا .
سؤال : أيهما أكثر إخلاصا فى الحب .. الرجل أم المرأة ؟
جواب : بلا تردد .. المرأة * فالمرأة بطبعها مخلصة للرجل الذى تحبه * إنها لا ترى أحد سواه ولا تسمع أحدا غيره * فعواطفها تسير فى اتجاه واحد نحو الرجل الذى تحبه * إن قلبها كالراديو الذى لا يذيع إلا لمحطة واحدة .. هى رجلها الذى تحبه .. أما الرجل فهو مخلص أيضا للمرأة * و لكن على طريقته هو وهو يتمشى مع طبيعته فهو من الممكن أن يحب المرأة و يخلص فى هذا الحب * ولكنه مع ذلك من الممكن أن يعرف غيرها من النساء فهو كالراديو الذى يذيع لجميع المحطات .
و المرأة لا تستطيع أن تتصور أن هذا الرجل يحبها * لماذا ؟ لأنها تقيس كل شئ على نفسها * فهى لا تستطيع أن ترى أو تسمع أو تفكر فى أحد غيره * فكيف لا يفعل مثلها ؟؟؟ طبعا كان أفضل لو فعل مثلها و لكنه لا يستطيع ولم يستطع .. ومن هنا عذاب الرجل و عذاب المرأة .. انهما طبيعتان مختلفتان و يحاول كل منهما أن يغير من طبيعة الآخر .
سؤال : و لماذا يتعذب المحبون ؟
جواب : لأسباب كثيرة .. فهناك الحرمان الذى يجمع بينهما و فى نفس الوقت الذى يجعلهما بعيدين بعضهما عن بعض * هناك الفاكهة و لكنها محرمة * وكل فتاة تخاف أن تنزل من سماء المجتمع إلى أرضه .. و هناك الخوف من أن يضيع الإنسان الذى نحبه .. هناك الغيرة .. هناك الإحساس بأن واحدا منهما يحب الآخر أكثر أو اقل من الثانى فالفتاة تشكو من أنها تحب فتاها أكثر من حبه لها .. و أنها تفكر فيه و هو لا يفكر فيها .. وهذه مشكلة حقيقية فالفتاة عامة تفكر فى الفتى أكثر مما يفكر هو فيها .. كل شئ عندها يدور حوله .. ليس لديها إلا هو ليلا و نهارا .. عندها الوقت متسع منذ آلاف السنين .. فالمرأة لاتزال بلا عمل .. بلا شئ يشغلها عن نفسها إلا هذا الفتى .. إلا هذا الحبيب .. إلا هذا الزوج .. فهى منذ آلاف السنين قد تعودت أن تملأ وقتها و حياتها به أما هو فقد تعود منذ آلاف السنين أن يشغل نفسه بأشياء كثيرة .. من بينها المرأة و لذلك فالمرأة تعرف عنه كل شئ و تريد أن تعرف عنه كل شئ و هى تحفظ كلامه و تعرف حركاته وتعرف معالم وجهه و جسمه و هى لا تنسى له كلمة واحدة قالها فى ساعة ضعف أو فى ساعة قوة .. أما هو فمشغول عنها بالكثير .. ولا يذكر كل ما قاله ولا كل ما قالته .. و هنا يجئ الخلاف بين طبيعتين .. طبيعة الرجل وطبيعة المرأة .. بين تاريخين .. تاريخ الرجل و تاريخ المرأة .
سؤال : هل الخناق أو الشجار ضرورى بين المحبين ؟
جواب : لابد أن يحدث .. بل يحسن أن يحدث * و لا يوجد اثنان لا يحدث بينهما شجار أبدا .. بل إن هذا الشجار دليل على الصحة .. على الصحة العاطفية * فأنا إذا تشاجرت مع الفتاة التى أحبها معناه أنني أحبها و أننى أخاف عليها و أننى أهتم بها و أننى صاحب حق و اننى مالك .. أنها لى .. و الفتاة التى أحبها يرضيها هذا الشعور بل إنها تعمل بوعى أو بدون وعى على أن أتشاجر معها * إنها تريد أن تعرف مدى اهتمامي بها و مدى حرصى عليها .
و المرأة تريد أن تشعر دائما أننى أطاردها .. أننى أخطفها .. أننى أنتزعها من أنياب الآخرين .. حتى لو لم يكن هناك آخرون .. و الحكمة تقول :تشاجروا .. تصحوا
************************************************** *************
...........................................
ano0o0o0o0o0o0o0o0o0s